نغم السماء
من الاعضاء المؤسسين
حلاوة الزلابية
عَجَنَ العجينةَ بَكِّرا
في الصبح لما أسفرا
وغدا يُقطِّعُ بَعضَها
قطعاً وكانَ مُقدِّرا
ومضى يُعدِّل شكلَها
حتى يصيرَ مُكوَرا
أَخذَ العجينَةَ صفَّها
صفَّاً فصارَت أَسطُرا
فكأنَما هي جَيشُه
مِنها أعدَّ العَسكَرا
كان اشترى من قبلها
قرعاً كبيراً أصفَرا
ومضى يُشرِّحُ بَعضَه
واختارَ مِنهُ وقشَّرا
ألقاهُ في قِدرِ النُحـــا
سِ أضافَ فيهِ السُكَّرا
والنارَ أشعلَ تحتهُ
والقِدرُ كانَ مُقعرا
طبَخَ الحلاوةَ عاقِداً
واللونُ أصبحَ أشقَرا
وأَتى وكوَّمَها على
صدرٍ فطابت مَنظَرا
وغَدت كتلٍ لامعٍ
تِبراً تألَّق أبْهرا
وَبَدا يفوحُ عَبيرُها
فَوْحَ النسيمِ مُعطَّرا
سُبحانَ ربي قدَّرا
فالقرعُ أصبحَ عَنبَرا
***
بالزيتِ بلَّلَ راحةً
فوقَ العجينةِ مرَّرا
وَغَدا يُبسِّط ُضاغطاً
وَمُوَسِعاً ومُكبِّـرا
والشكل صار مثلّثاً
مُتساوياً ومُسطَّراً
وأتى برشَّة قزحةٍ
فوقَ العجينةِ ناثرا
ومضى يُحضِّر نفسهُ
رَفَع الكِمامَ وشمَّرا
والزيتُ سعَّر نارَهُ
حتى غَدا متكدِّرا
ألقى العجينةَ فاختَفتْ
غَطَسَت وصارَت لا تُرى
فالزيتُ حوَّطَ جِسمَها
منه اعتراها ما اعتَرى
غطَّى عليها وانطوى
قَد كانَ مِنها أشطَرا
والكلُ نالَ نصيبَهُ
والأمرُ كانَ مقدرَّا
وطَفَا بها حمُّ الهوى
للسطحِ , صارَت أكبرا
نَظَر المُعلِمُ نظرةً
في القَليِ كانَ الأخبَرا
ودَنا وراحَ مُتابعاً
وَمُقلِّباً ومُحمِرا
وأتى بسيخٍ ناشِلاً
ما صار منهُ أحمرا
وبدت كبدر ساطع
لمعَ الجمالُ ونوَّرا
قد زَانَ حُسْناً خدَّها
خالٌ عليه تبعثرا
لما تأمَّلَ وجهها
زمَّ الشفاه وصفَّرا
ومضى ينطنِطُ فرَحةً
بيديهِ أشرَّ شبَّرا
وغدا يُنادي قائلاً
يا بختَ مَن مِني اشترى
ستطيرُ يا ناسُ الحقوا
قد أُعذر مَن أنذرا
***
عشقُ الزلابية إِعترى
من ذاقَها أو كررا
قد شاع طيِّبُ مذاقها
بينَ المدائن والقُرى
مِن صنع نابُلسَ التي
عمَّت محامدُها الورى
زوادةً حـمــل الأُلــى
في بيرقٍ فيهم سَرى
بِمقام موسى خَيَّموا
نَشروا المضارِب للذُرى
في موسم تَوقيتُه
وَقْعُ الرذاذِ مُبشرا
بقدومِ نيسانَ الذي
فيهِ الربيعُ أزهرا
***
وصَّفتُ أوجهَ صنعها
شعراً وكنتُ مُصوِرا
صورتُه بمحله
كانت لديَّ الكَمِرا
وابتعتُ منهُ حلاوةً
وأخذتُ منهُ الجَوهَرا
وأكلتُ منها لقمةً
لم أستطِع أن أصبِرا
قد كنتُ أعرف جَدَّه
بجوارِنا قَد عمَّرا
من أجلِ جيرانِ الرضى
رفضَ الفلوسَ اعتذرا
فأذنتُ منه شكرتُه
ودعتُه لأسافِرا
وأخذتُ صورتَهُ مَعي
وَوَعدتُهُ أن أنشُرا