سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى
فإما حياةٌ تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا
ونفس الشـريف لها غـايتان ورود المنـايا ونيـلُ المنى
لعمـرك إنـي أرى مصرعي ولكـن أَغُـذُّ إليـه الخطى
أرى مقتلي دون حقي السليب ودون بلادي هـو المُبتـغى
يَلَذُّ لأذني سماع الصليل يُهَيِّجُ نَفْسِي مَسِـيلُ الدِّمـا
وجسـمٌ تَجَدَّلَ فوق الهضـاب تُنَأوِشُـه جَـارِحات الفَـلا
فمنـه نصيـبٌ لِأُسْـِد السَّما ومنه نصيب لأسـد الشَّرَى
كسـا دَمُهُ الأرضَ بالأُرْجُوَان وأثقل بالعطر رِيْـحَ الصَّـبا
وعَفَّـر منـه بَهِـيَّ الجَـِبين ولكن عُفـارًا يـزيـد البَـها
وبَانَ علـى شَفَتَـْيه ابْتـسام مَعـانِيْهِ هُـزْءٌ بِهـذِي الدُّنـا
ونام لِيَحْـلُمَ حُلْـمَ الخـُـلودِ ويَهْنَـَأ فيـه بِـأحْلَى الرُّؤى
لَعَمْرُكَ هذا ممـات الرجـال ومن رَامَ موتـًا شـريفًا فَذَا
**
دعا الوطن الذبيح إلى الجهاد فَخَفَّ لِفَرْطِ فَرْحَتِه فؤادي
وَسابَقْتُ النَّسِيمَ ولا افتخارٌ أَلَيْسَ عليّ أن أَفْدِي بِلادِي
حَمَلْتُ عَلَى يَدِيْ رُوحي وقلبي وما حَمَّلتُها إلا عتادي
فسِيْرُوا للنِّضَالِ الحقِّ نارًا تَصُبُّ على العِدَا في كل وادِ
فليس أَحَطُّ من شَعْبٍ قَعِيْد عن الجَلَّى وموطنه ينادي
عبد الرحيم محمود