تجهيزات النبي صلى الله عليه وسلم للهجرة

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
? ? هذا الحبيب ♥️« ١٠٧ »
السيرة النبوية العطرة
(( تجهيزات النبي صلى الله عليه وسلم للهجرة ))
تجهيزات النبي صلى الله عليه وسلم للهجرة


? فأخبره جبريل بالمؤامرة ، وقال له : لا تنام هذه الليلة في فراشك ، وانتظر حتى يكون وسط الليل يكون الخروج ، جاء جبريل وقت الظهر وبعد أن ارتفع جبريل قام صلى الله عليه وسلم فتقنع بثوب ( التقنع هو وضع الثوب على الرأس والالتفاف به أولاً من شدة الحر
وثانياً للتخفي وأخذه بالأسباب صلى الله عليه وسلم ) وقيل عن بعض السلف الصالح

? إن التقنع هو خلوة صغرى بين العبد وربه بمعنى عندما تغطي رأسك يصفو فكرك فإذا ناجيت الله تشعر أنك مع الله لوحدك وقد أكرم الله المرأة المحتشمة بهذه الميزة الخلوة دون سائر البشر ، فأنتي مقيدة بهذا اللباس عن الخلق من أجل مرضاتي وأنا أكرم الأكرمين ، فيتجلى الله على قلبها فالتي تغطي جسدها كاملا ، وتسدل النقاب على وجهها بغية رضا الله ، تشعر بقرب الله منها ، وتجلياته عليها بالرضا والرحمة ، وهي في قمة سعادتها ، لأنها تخلو مع الله وتشعر بقربه ، وينظر الناس إليها بأستغراب كيف متحملة هذا الحر ؟؟

? ولكن الذي بينها وبين الله لا يعلمه إلا الله حتى في قبرها لها اختصاص عند الله ، كل الناس تخاف من ظلمة القبر ونزوله إلا هي ، فإذا نزلت كساها الله نوراً يصل لعنان السماء حيا ً من الله لها وكرما ، لذلك نرى بعض المسلمات الصادقات ، أنا أتكلم عن الصادقات الذي لمس النور قلوبهم المتمسكات بدينهم القابضات على الجمر ، تقول سعادتي في حجابي فمن وضعت الحجاب على جسدها واحتشمت ، رفع الله الحجب عن قلبها ، لا يستطيعون وصف هذا الشعور لأنه بين الروح والقلب ) ، كما اخبرتكم من قبل عن هذا الشعور الذي لا يوصف في الجزء ٨٩ .

? قام صلى الله عليه وسلم فتقنع بثوب
واتجه صلى الله عليه وسلم إلى دار أبو بكر الصديق ليخبره تقول عائشة كما أخرج البخاري في صحيحه بسنده عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأتي عليه يوم إلا يغشانا ( أي يأتينا في دار أبو بكر الصديق ) إما بكرة وإما عشية ( يا الصبح يا المسا وله صلى الله عليه وسلم في بيت أبو بكر أهل ، وهي زوجته عائشة تزوجها ولكن لم يدخل بها )
قالت : حتى إذا كان اليوم الذي أذن فيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة
أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها ( الهاجرة وقت الظهر والحر شديد )
قالت : فلما رآه أبو بكر
قال : بأبي وأمي أنت يا رسول الله ما جاء بك بهذه الساعة إلا لأمر حدث ؟ ( أمر مهم )
قالت : فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره فجلس رسول الله على السرير وقال له صلى الله عليه وسلم أخرج عني من عندك ( أي أخرج من كان عندك بالدار ، يعني أريدك على انفراد أقول لك سر )
فقال أبو بكر : فداك أبي وأمي إنما هم إلا أهلك ( يعني زوجتك عائشة وأختها أسماء )
ما الخبر ؟
فقال : إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة
فقال أبو بكر : الصحبة يا رسول الله
فقال له النبي : نعم
تقول عائشة : فجهش أبو بكر بالبكاء ، فلا والله ما علمت أن أحد يبكي من الفرح ، قبل أن رأيت أبا بكر يبكي يومها ( تقول لا أدري أن الفرح يبكي .. الناس تبكي من الحزن أما أن يبكي من الفرح )

? وكان أبو بكر رضي الله عنه عندما أراد الهجرة وقال له النبي لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحباً أخذ يخطط ويستعد للهجرة ، فذهب
واشترى راحلتين ، وجعل الراحلتين عند رجل من المشركين ليرعاهما وهو عبد الله بن أريقط
لأنه لو ترك الراحلتين عنده سيلفت الانتباه.

? ثم قال أبو بكر : يا نبي الله إن هاتين راحلتان قد كنت أعددتهما لهذا اليوم خذ واحده منهما
فقال صلى الله عليه وسلم : ولكن بثمنها يا أبا بكر
فقال : هي لك
قال : بالثمن الذي اشتريتها به
قال : أبو بكر نعم رضيت
فقال له النبي : وأنا قبلت ،كم ثمنها يا أبا بكر ؟
قال له : ٤٠٠ درهم
فقال له : هو لك في ذمتي

? هل تعلمون أن أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه كان من أثرياء قريش ، تقول أسماء بنته : كان أبي من أثرياء قريش يملك المال ٨٠٠ ألف ( هذا المال الذي يملكه يعني لو جمعنا ممتلكاته أيضا ممكن تصل للمليون ، يعني أبو بكر كان مليونير في الجاهلية )ر
تقول أسماء : فأنفقها على رسول الله والدعوة إلى الله وعلى المسلمين المستضعفين

? فلما هاجر لم يكن معه إلا ٥ آلاف تخيلوا من ٨٠٠ ألف
تقول : فوالله لما هاجر أخذها معه ولم يدع لنا شيئا .
هذا هو أبو بكر الصديق حبيب قلوبنا ، وهو الذي إشترى بلال الحبشي وكان تحت التعذيب ، وقد ذكرت لكم قصته ، ولكني لم أذكر كيف أعتق بلال لضيق الوقت فلا بد لي أن أبين لكم فضل أبو بكر الصديق وكيف أنفق ماله.

? لما رأى أبو بكر الصديق رضي الله عنه تعذيب أمية بن خلف لبلال
قال أبو بكر لأمية : ألا تتقي الله تعالى في هذا المسكين؟ حتى متى تعذبه؟
قال : أنت أفسدته فأنقذه مما ترى
قال أبو أبكر : اشتريه منك ، فكم تريد ؟
قال أمية : خذه بدل قسطاس ( قسطاس رجل من العبيد عند أبو بكر ، كان هو وزوجته وبنته ، وعبيد ، ولم يسلموا وكان قسطاس من العبيد الاقوياء تتمنى كل قريش أن تمتلكه )
والتفت أمية بن خلف الى من حوله ، وهمس قائلا لهم وهو يضحك : لألعبن بأبي بكر لعبة ما لعبها أحد بأحد ( ب لغتنا خلينا نضحك عليه شوي ) ، ضحك وقال : أعطيني قسطاس بدل منه يا أبا بكر
فقال أبو بكر : إن فعلت تفعل؟
قال : نعم
قال : قد فعلت ، فتضاحك امية
وقال: لا والله حتى تعطيني معه امرأته
قال : إن فعلت تفعل؟
قال : نعم
قال : قد فعلت ذلك ، فتضاحك امية
وقال : لا والله حتى تعطيني ابنته مع امرأته
قال أبو بكر : إن فعلت تفعل؟
قال : نعم
قال : قد فعلت ذلك ، فتضاحك أمية
وقال : لا والله حتى تزيدني معه رطل من ذهب
فقال أبو بكر رضي الله عنه : أنت رجل لا تستحيي من الكذب
قال : لا واللات والعزى لأن أعطيتني لأفعلنّ فقال : هي لك فأخذه
فقالت قريش وهي مستغربة بهذا المبلغ الذي اشترى فيه بلال رضي الله عنه.
قالوا : والله ما أعتق أبو بكر بلالا ، إلا ليد كانت له عنده فيكافئه ( يعني بلال عمل معروف لأبو بكر زمان ، فأراد أن يكافئ بلال لم يدخل بعقولهم أن هذا الدين يخرج حب الدنيا من القلوب )
فأنزل الله تعالى سورة الليل وآيات بحق أبي بكر ردا على قريش ،
قال تعالى : وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى. وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى • وَلَسَوْفَ يَرْضَى .
وما لأحد عنده من نعمة تجزى ، لم يكن لبلال يد عند أبو بكر فيكافئه

? وقد اشترى أبو بكر رضي الله تعالى عنه جماعة آخرين ممن كان يعذب في الله منهم حمامة أم بلال الحبشي اشتراها وأعتقها أبو بكر ومنهم عامر بن فهيرة كان يعذب في الله تعالى حتى لا يدري ما يقول ، اشتراه أبو بكر وأعتقه ومنهم أبو فكيهة كان يعذبه رجل من سادة قريش ، في منتصف النهار في شدة الحر مقيدا إلى الرمضاء ( مربوط وممدد على رمال مكة الملتهبة )، وقد وضع على بطنه صخرة ، ومن شدة العذاب أغمي عليه وخرج لسانه من فمه
والمشركون يقولون لسيده زده عذابا ، زده عذاباًحتى يأتي محمد فيخلصه بسحره ، فاشتراه أبو بكر رضي الله تعالى عنه
ومنهم امرأة اسمها زنيرة عذبت في الله تعالى على يد أبو جهل حتى فقدت بصرها وعميت

? قال لها يوما أبو جهل : إن اللات والعزى فعلنا بك ما ترين فقالت له : كلا والله لا تملك اللات والعزى نفعا ولا ضرا ( هذا أمر من السماء وربي قادر على أن يرد عليّ بصري ) فأصبحت تلك الليلة وقد رد الله تعالى عليها بصرها
فقالت قريش : إن هذا من سحر محمد اشتراها أيضا أبو بكر رضي الله تعالى عنه أعتق الكثير لا يسع المقال لذكرهم ، لا أدري ما أقول عن حبيب قلوبنا أبو بكر رضي الله عنه
عن أنس رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم : حب أبي بكر واجب على أمتي
والله يا رسول الله إننا نحبه من أعماق قلوبنا رضي الله عنه وأرضاه ، ما زلنا في الهجرة
........
الأنوار المحمدية ❤
صلى الله عليه وسلم
......
يتبع بإذن الله ...
 
عودة
أعلى